تساؤل يدعو للحزن لأنه فقد أبناءه
إنسانية هذه الجملة بامتياز
كيف لا تكون كذلك وهي تعبر عن فقد فلذات الأكباد
هنا أحدثك قاريء هذه الخاطرة
عن فقد آخر وقد يكون أعم وأعظم
هنا نتحدث عن ضياع شباب المسلمين
بين شهوات النفس وملذات الحياة
منظر يأسف له كل غيور على دين الله وكل مشفق على حال بعض شباب الإسلام
أنا هنا لا أتحدث من خيال بل عشت التجربة مع مجموعة من الشباب في إحدى المراكز التموينية حينما بدأ الخلاف مع البائع حول عدم توفير بعض احتياجاتهم
ودار بيننا النقاش مطولا لأعرف بعد مغادرتهم تفاصيل كثيرة من البائع وقصص يتألم لها القلب
فحينما تسمع أو ترى شابا في عز شبابه محمد كان أو فاطمة
وقد تجول في أركان الماركات في نهار رمضان ليهدم ما بناه فيه والداه و معلمه و مجتمعه المسلم من مثل ربانية و قيم تربوية
ليسرح بعدها في غياهب الجهل الواهية ومراتع الرجعية البالية
ليودعه شهر القرآن وجنة الصيام بعيدا عنه
إنه وداع أليم يودعه شاب مسلم أضاع على نفسه فرصة ذهبية وهدية ثمينة في العودة إلى محاضن دين الإسلام وسماحته
هنا لن يتوقف قطار الحياة ولن تتغير معالم الكون لكن ثغرا مهما في عالمنا الإسلامي بدأ يأتينا منه التغيير نحو المجهول
وهنا إن لم تقف الأسرة المسلمة وأهل التربية ورجال الحسبة لمواجهة التحديات فلننتظر مجتمعا امعيا
نسأل الله تعالى السلامة
وفي ختام سطوري الموجهة
أهمس في أذن كل شاب عاش التجربة وقد يكون آلمه هذا الوداع
إن باب رب الشهر الذي ودعت وهو رب الشهور كلها مفتوح
وينتظر منك توبة إنابة وعزيمة صدق ليعيد لك هذه الهدية مرة أخرى فيراك وقد تغير حالك لتنافس في المنازل التي امتدحها الله سبحانه قائلا ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون )