يواجه اغلب الموظفين مع مدرائهم خلال مسيرتهم المهنية وتفاعلاتهم كبشر اشكالاً من الإتفاقات في أحيانٍ كثيرة ،وصراعات في احيانٍ أخري ، ومع تراكم هذه التفاعلات والضغوط وغياب قنوات سليمة للتنفيس تظهر انماطاً متعددة للموظفين في التعامل معها.
فقد يتحول كاتمون الغيظ والصامتون أوتوماتيكيا إلى أشبه ما يكون بقدر ضغط أو ما يسمى بـ (الكاتم ) ، بينما يصل المجادلون الذين يواجهون الصوت بصوت أعلى منه بالمعارضة والنقاش العقيم إلى أشبه ما يكون بـ ( نقار الخشب)، في حين أن المترددون يعلقوُن في بيت الشاعر "إن حكينا ندمنا .. وإن سكتنا قهر".
ومع إرتفاع حدة الضغوط الداخلية والخارجية وتغيرات البشر النفسية ، قد يصل الكاتم إلى الصفير المتصاعد مع الدخان ،والنقار إلى الزنين الآلي والقاطع ، فالبشر يتقنون ما يعتادون عليه ، بينما المتكيفون يتحولون إلى متفرجين في الملعب و يعلقون آمال كثيرة على ضربات الترجيح.
وفي كل الأحوال الخسارة واردة سواء للمنظمة أو المدير أو الموظف، فلا إنتصار في ظل معدلات رضا منخفضة، فالفرقة الناجية هي التي تؤمن بأنها (تفوز عندما يفوز الآخرون)، ولعل العتب الأكبر على كاهل المدير فهو أولاً وآخراً موسيقار الحفل يتحكم في تناغم المعزوفات أو نشازها.
وفي العديد من المنظمات يُركز بشكل كبير على القدرات الآدائية للمدراء عند استقطابهم ويتم التجاهل بدون وعي لإمكانياته الشخصية التوفيقية، فيمكنك أن تستحضر نماذجآ إدارية مبدعة سرعان ما اصطدمت وافُلت، وأخري محدودة الإبداع توجه أشرعتها مع الرياح بتناغم وسلام ، فلا صفير ولا دخان ولا زنين أو حتى أنين.
فالقائد المحنك والمؤثر الذي يؤمن بقنوات التنفيس والإتصال ويدعو المعارضين لكلمة سواء ويستمع للمبدعين على حد سواء، كالقبطان الذي يجيد إستخدام قوارب النجاة عند انطلاق صفارة الإنذار ، فيتيح فرصة لتهدئة النفوس وإعادة تقييم الوضع وإصلاحه حتى تعود القوارب إلى أعنتها آمنه.
واليوم الممارسات العالمية الناجحة توطن قنوات الحوار المباشر والتواصل من خلال المشاركة الحقيقية لجميع المستويات الإدارية، فلكل وجهة نظر وزن نسبي ذو أثر في المحصلة النهائية للرضا التنظيمي ، فيتحقق رشاد القرار وإحتواء للانتقادات ويخلق اتجاهات إيجابية نحو التنفيذ .
وفي ضوء ما يتمتع به المدراء من قدرات وقناعات، يمكنهم أن يحولوا الفضفضة والإحتدامات والأنين وحتى الوقفات الصامتة إلى سيمفونية خاصة ، قد تكون عالية التناغم تصب في تعبئة المناخ التنظيمي بالألحان التشجيعية والحماسية أو دون ذلك، ومن ثم يمكنك أن تختار الإنضمام للمدير الذي تعجبك معزوفته.
- 12/02/2025 مساجد صبيًا ودعوة قوز الجعافرة ينفذان الجولة الدعوية الثانية في بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة
- 12/02/2025 برامج دعوية في الأمن الفكري وفضائل شهر رمضان المبارك تنفذها إدارة مساجد ابو عريش
- 12/02/2025 افتتاح النسخة الثانية من معرض سوق السفر السعودي برعاية اتحاد الغرف التجارية السعودية
- 12/02/2025 أمير نجران يدشّن المؤسسة الأهلية المانحة بالمنطقة
- 11/02/2025 نائب أمير نجران يرعى سباق الهجن بميدان شرورة
- 11/02/2025 الأمن البيئي يضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة لاستخدامه الحطب المحلي
- 11/02/2025 أكثر من 27 ألف شتلة وزهرة تزرعها أمانة منطقة عسير
- 11/02/2025 وزير العدل يوقع مع نظيرته التونسية برنامجًا تنفيذيًا لتعزيز التعاون العدلي
- 11/02/2025 نائب أمير تبوك يستقبل محافظ الهيئة العليا للأمن الصناعي
- 11/02/2025 الأمير سعود بن نايف يدشن ملتقى الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية
المقالات > فلسفات إدارية (2): الصمت أم البوح التنظيمي؟
✍️-ريم إبن جامع

فلسفات إدارية (2): الصمت أم البوح التنظيمي؟
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/55723/
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عائشة الأحمد
11/12/2019 في 6:11 م[3] رابط التعليق
سلم الفكر والبنان منهج متوازن
د سليمان السنيدي
11/12/2019 في 6:55 م[3] رابط التعليق
نظرة فيها عمق كبير
ووصف وعلاج رائع
ما أجمل الاحتواء
ما أجمل استثمار حتى تلك الرياح العاتية بمرواح لتوليد الطاقة
احيك وقلمك المميز الخبير
Suad.ateeq
11/12/2019 في 7:33 م[3] رابط التعليق
كلام جميل وتوصيف معبر في حرفية القيادة والتمكن من السيطرة على الأوضاع والتعامل الذكي مع كل نماذج الشخصيات ، وتبقى مهارات وحرفيات القيادة مطلب حتمي لكل قائد اراد التميز
سلم قلمك دكتورة ريم بن جامع
Naser Alrogy
11/12/2019 في 8:35 م[3] رابط التعليق
مقال متميز صيغ بأسلوب لا يقل جمالا عن تشخيص احد اهم المشاكل الادارية التي يعاني منها المدراء او الموظفون على حد السواء ، وفي ظل رؤية الدولة 2030 وما تسعى إليه القيادة الحكيمة لإتاحة الفرصة للكوادر الادارية الشابة من الجنسين للارتقاء بمستوى الأداء في المنظومات الادارية المختلفة فإن هذا المقال وضع النقاط على الحروف من خلال تبيان ضرورة بناء قنوات اتصال رأسية وافقية تمكن الموظفين المبدعين من اظهار امكاناتهم ، وتتيح في الطرف الآخر للموظفين الذين يعملون تحت الضغوط النفسية بالتنفيس عما يواجهونه في عملهم بشكل يجعل القائد اقرب ما يكون لربان سفينة تبحر الى وجهتها عبر انسب المسارات وبأقل قدر من الجهد والوقت .
الى الامام يادكتورة ونتطلع الى المزيد من الحكمة الادارية ، وبالتوفيق ان شاء الله
Zainab Alharbi
11/12/2019 في 11:34 م[3] رابط التعليق
رائعة
نقلت المشهد بإحترافية👍🏻
نتطلع لمزيد من المشاهدات في القيادة
سعيد
13/12/2019 في 4:03 م[3] رابط التعليق
مقال فلسفي رائع ….
سيشهد العقد القادم نجاحا للقادة الذين يمتلكون الذكاء العاطفي في التعامل مع المواقف والأشخاص …
ننتظر المزيد 👌🏻