لديه مزرعة وعشرون نعجة وكبشان وقليل من الحشائش المزروعة يريد ان يعمل حضيرة نظامية وأن يحفر بئر وإدخال كهرباء لهذه المزرعة لينام الراعي مرتاحا بعد جهد يوم طويل تستلزم معاملاته لاستخراج بقية أوراق التراخيص جهدا بسيطا لم يعد كالسابق في حال توفر كل الأوراق يالها من مهمة سهلة وروتين لم يعد صعبا في ظل العالم الإلكتروني والتسهيلات الحكومية لمثل هذه المشاريع ولكن الموظف ذو الصلاحية في اجازة قد تقصر وقد تطول ولا احد يجيد عمله او يحمل نفس الصلاحيات بمعنى انه لا يوجد بديل وان الأنعام ستستهلك بقية المحصول قبل استخراج الماء وان الظلام سيبقى هو السائد لفترة أطول
مدير منشأة يسيء السلوك مع الموظفين لم يهتم بمخرجات وأداء إدارته ومؤشراتها ليرفع سقف الإنجاز تسبب في حالة نفسية لدى موظفيه بسبب الحضور والانصراف ويعشق تغييب زملائه ولا يراعي ظروف احد البتة وياليته يعامل الجميع سواسية بل ان اسلحته لا يستخدمها الا ضد المستضعفين من طاقم العمل اما الجنس الناعم فيذلل لهم كل الصعاب ياله من شخص رقيق المشاعر يخبئ الدورات التدريبية في ادراج مكتبه الفخم بل يتركها في ايميله دون الرد او توزيعها على زملائه توزيعا عادلا ومع علم إدارته العليا بذلك ولكنها تحتج بأنه لا بديل مناسب لهذا المدير وان وجدنا فسيستخرج لنا مشاكل نحن في غنى عنها ..لذلك يستمر الوضع كما هو عليه
منذ العهود القديمة لخلق الإنسان وموت شخص أو جماعة لا يؤثر على سير الحياة فقد ماتت الرسل ومات الطغاة ومات الحرفيون والأغنياء وذوي الشأن والبدائل موجودة والدنيا تسير بل وتتحسن ولكن المركزية الحاصلة هذه الأيام من الخوف المفرط الغير مبرر على الأرزاق والمناصب والتحاسد الموجود جعل استحكار المعلومة والصلاحيات في يد جماعة محددة في كثير من المنشآت معتقدين ان هذه المنشآت لن تقوم الا بهم ضاربين بمصالح الخلق عرض الحائط بحجة انه لا بديل يقوم بتلك المهام غيرهم
نأتي هنا لفن إيجاد البديل فليس من المعقول ان تتوقف الدنيا بهذه الحجة الواهية لابد على كل مسؤول وان كان وزيرا ان يصنع ممن تحت رئاسته قادة ان يجعل اكتساب المهارات متاحا للجميع أن يتعامل بحزم مع كل من يحتفظ بمعلومات المهام لنفسه كي لا يؤخذ منه منصبه ان يوفر بديل جاهز في خططه المستقبلية لكل من لا يتواجد لكل من لا يحسن استخدام منصبه لكل من يتأخر في انفاذ مصالح العباد لكل من لا يعلم زملائه ما تعلمه لكل من يحتكر الخبرات لنفسه وايضا لكل مبدع ومتفاني في عمله فمن وجهة نظري أرى انه لابد من جعل اكتساب مهارات العمل ونقلها للجميع في ذلك المكتب او تلك المؤسسة الخدمية او الوزارة الزاميا ضمن الاستراتيجيات وخطط العمل المستقبلية ومواثيق الأداء والتدريب المستمر وان لا نسمح لمؤسساتنا ان تتوقف عن العمل او تقل انتاجيتها في حال تقاعد فلان او اخذ احد المنسوبين لها اجازة او انتقل لمؤسسة اخرى إلا وقد تم تدريب وتجهيز البديل من زملائه وتعليمه لكل مهارة سيحتاجها في غيابه وان يستمتع بكل الصلاحيات التي تسهل امور الخلق حينها عندما نريد بديلا سنحصل عليه بسرعة ونطور منه بشكل اسرع وكلنا يعلم يقينا ان هناك فرق بين ان نحتج بعدم وجود بديل وبين اننا لم نخطط ونعمل لتجهيز البدائل مسبقا وبين اننا لا نريد بديلا قد لا يتماشى مع هوانا ومصالحنا الشخصية
واخيرا
كلنا ثقة في مؤسساتنا اننا نستطيع صنع القادة والبدلاء حتى على مستوى الوزراء