الإمّعه هو ضعيف الشخصيه او عديم الرأي او الذي تختلط عليه الأمور بسهوله وسمّي بذلك لكونه سميّع كلما سمع من أحدٍ من الناس رأي او توجه قال انا معك ووافقه على رأيه سواءً كان رأيه صايب او مجانب للصواب ولو أتى شخص آخر براي اوتوجه معاكس للسابق قال كذلك انا معك برايك وهكذا يكون مع هذا وذاك وهو في الحقيقة لاهو مع هذا ولا مع ذاك ولكنه تايه لايميز الأمور ولايستطيع الاستقلال برايه وليس له رأي ثابت حتى ولوكان تابع لرأي غيره ثم انه في الغالب يكون حشرياً ومتطفلاً يهوى الدخول باي نقاش ليقول ها انا ذا حتى ولو لم يعار انتباه ممن حوله ، وعلى النقيض من هذا هناك من الناس من لايدخل في هذا الوصف لما عنده من صلابة الرأي واستقلاليته وعدم التردد فيه والجزم به والوقوف عنده حتى وان لم يرق للاخرين وكما يقال يعرف من اين توكل الكتف ولايؤخذ على حين غره ، يميز الأمور ويقيسها بمقياس العدل الذي يميز بين الحق والباطل ، حصيف لايلبّس عليه ، قوي الشكيمه ، همته عاليه وبظاعته غاليه يفكر ويتأمل لاخواض ولاجواض .
قال الخليفة العباسي ابوجعفر المنصور بيت شعر يحكي واقع الناس بالاراء واختلافها من شخص لآخر ومنتقداً التردد بالرأي وعدم الثبات عليه :
اذا كنت ذا راي فكن ذا عزيمةٍ
فإن فساد الرأي ان تترددا
قال هذا البيت رداً على بيت لعمه عيسى بن علي عندما علم ان الخليفه عزم على قتل القائد المشهور ابومسلم الخراساني
حيث قال عيسى بن علي :
اذا كنت ذا رأي فكن ذا تدبرٍ
فإن فساد الرأي ان تتعجلا
وكلاهما باعتقادي محق فمن فساد الرأي التعجل وكما تقول الحكمه في التاني السلامه وفي العجلة الندامه لان التروي يؤدي غالباً الي اختيار الرأي الاسلم والاصح والعجله تؤدي الي عكس ذلك في الغالب .
وفي رأي ابوجعفر المنصور فإن التردد في اتخاذ الرأي والقرار يؤدي احيانا إلى فقدان المبادره وربما انعكست الامور على المتردد برايه نتيجة عدم جزمه باتخاذ الرأي السديد وانقلبت ضده وقد وضح المنصور ذلك في بيت له اخر إذ قال :
ولاتمهل الأعداء يوماُ بقدرةٍ
وبادرهم ان يملكوا مثلها غدا
بمعنى بادر برايك فإن لم تفعل فربما ترددك يفسد رايك وتكون لخصمك في المستقبل فرصة سانحه فلا يتردد باتخاذ مايلزم ضدك وهذا في الفتن والمحن والعداوات والثارات ، وأما مانحن بصدد الكلام عنه فهو الدرعمه او كمايقال مع الخيل ياشقرا او الذي يهرف بمالايعرف او الذي يرى ويسمع ويقرأ ولكن لايميز الغث من السمين ولايفرّق بين مافيه مصلحه وما ليس كذلك ومايؤثر على الغير سواء كان انسان اوكيان او أعيان ومالايؤثر كونه مرتبك التفكير ومهموز الضمير ومتعثر في التقدير سهل الانقياد بسذاجة معيبه يُجر إلى المحذور حتى ضد من له فضل عليه لافرق عنده بين الصحيح والقبيح والحسن والسيء .
والشناعة والفضاعه والأنكا والاشد ايلاماً الانجرار خلف كل ماهو ضد الدين والوطن فمن يؤتى من قبل هذين الاصلين العظيمين فهو من تنطبق عليه الأوصاف المذكوره آنفاً ، ولا اتخيّل إنسان سويّ حصيف بالغ عاقل مسلم يفترض انه مميز يتجرأ على المشاركه اومجرد الالتفات الي اي قول اوفعل او راي اوتوجه مشين يمس الدين الحق الذي يعتنقه وينتمي إليه ويعتز به لكون الدين عنده خط أحمر ناجياً بدينه من الشرور وعظايم الأمور في حياته الدنيويه وحاسباً لاخرته الازلية السرمديه عندما يسأل فيها عن كل شيء .
اوأن يمس وطنه الذي احتواه منذ سقط راسه من رحم امه على أرضه الطاهره وترعرع على ترابه واسترجل في ربوعه فكان له الفي الواقي عن الشمس المحرقه والحامي له عن الآفات المهلكه وكان له الأب الحنون والأم الرؤوم عاش به عزيزاً لايذل وغنياً لايفتقر وسيداً لا مسوداً وحراً لايداس له طرف في حياةٍ هنيه وعيش رغيد وأمن ٍ وارف .
الرجال ذووا الرأي السديد والعقل الرشيد والهمم العاليه يحفظون للوطن مكانته ومعاريفه عليهم يذودون عنه باللسان وبالبنان ويعيش معهم بالوجدان ولايخدعون بمعسول الكلام ولاينبهرون بخلط الأمور وتزييف الحقايق واستغلال المستجدات والوقائع حتى لايجنون على الوطن وعلى انفسهم مالا تحمد عقباه وحتى لايكونون امّعات سذّج لايفقهون فحوى مافيه يتفوهون ولايعلمون نتائج مايعملون، والوقائع العظيمه والمستجدات الاليمه تكشف حقيقة مثل هؤلاء فقد كشف وباء كورونا الكثير منهم عندما جرهم همز ولمز وغمز الخبثاء أصحاب الأهواء الذين يستغلون الاحداث للنيل من الوطن والقائمين عليه متخذين الدين ذريعه ومجندين انفسهم للذود عنه وهم يبطنون عكس مايظهرون من الحقد الدفين على الوطن والدين .
يروون الروايات وينقلون الحكايات وينسجون الخرافات ويحذرون من الملمات ويغمزون بان البشر سيكونون ضحايا للحكومات وأنهم انبروا لينقذوا البشر من الافات ومما يحاك ضدهم في المجتمعات .
ونضرب مثالاً نكتفي به عن الكثير والكثير مما قيل ضد الوطن وانجر معه الكثير من الامّعات مصفقين ومؤيدين لهؤلاء الاعداء المنتقدين عندما انتشر الوباء وأعلنت الحكومه مجموعة من الاحترازات الغرض منها تحجيم المرض وإيقاف انتشاره حفاظا على صحة المواطنين والمقيمين فأخذت الثعالب تضرب على وتر الدين لماذا توقف صلاة الجماعه ومن ثم لماذا ترفع المصاحف ولماذا التباعد في الصلاه وخيلوا لضعاف الرأي والسذّج بانها لن تعود صلاة الجماعه وان الموضوع مبيت للقضاء على الدين ولسان حالهم هبّوا ايها المقلدون السميّعون لنصرة الدين على حد زعمهم وتطرّقوا لهذا وغيره في وسائل التواصل الاجتماعي وقد افتضح أمرهم وبأن عور هدفهم والانحراف الحاد بالرؤية لديهم بعدما عادت الصلاة كما كانت بفضل الله تعالى ثم بفضل ولاة الأمر وفقهم الله تعالى وعادت كل الحياة كما كانت وذهب ارجاف المرجفين واذنابهم ادارج الرياح فماذا عن الامّعات والمقلدين والهارفين خلف كل ناعق ونابح هل ابتلعوا الطعم ام استفادوا من الدرس ام لازالوا في غيهم يعمهون ، وهل اتضحت لهم الصوره ام لازالت على أعينهم غشاوه وفي اذانهم وقر وفي قلوبهم مرض؟
لايوجد فوق هذه الأرض الطيبه احرص عليها واعلم بمصلحتها واقدر على تدبير أمورها بعد الله تعالى من القيادة الرشيده الحكيمه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورجالهم المخلصين ومواطنيهم الطيبين العاشقين لتراب هذا الوطن الغالي .
اللهم احم الوطن وارفع رايته واحفظ قادته واعز الدين واعل كلمته واهد ضال المسلمين وأبعد الخونة والمارقين عن البلد الأمين . والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
- 05/10/2024 الخليج ينتصر على الخلود في دوري روشن
- 05/10/2024 بهدف وحيد ضمك يكسب الشباب
- 04/10/2024 الشؤون الإسلامية بجازان تطلق البرنامج الدعوي النوعي الامن الفكري أمان واطمئنان
- 04/10/2024 الرياض يفوز على القادسية بهدفين مقابل هدف
- 04/10/2024 أدبي الطائف يودع ويحتفي بالزميل الحارثي
- 04/10/2024 أمانة الطائف توقع عقد إنشاء مشروع “قبة الفراشات” بمساحة ٣٣ ألف م٢
- 04/10/2024 الخريف يبحث تطوير الشراكة في قطاعي الصناعة والتعدين مع نائب حاكم مقاطعة أونتاريو الكندية
- 04/10/2024 وزارة الداخلية تطلق ختمًا خاصًا بمعرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024
- 04/10/2024 النجمي يلتقي برؤساء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في منطقة جازان
- 04/10/2024 التعادل يحسم مواجهة الوحدة والفيحاء في دوري روشن
المقالات > لاتكن إمّعه
✍️ - بقيش سليمان الشعباني
لاتكن إمّعه
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/211941/