"أمة لا تعرف تاريخها لا تحسن صياغة مستقبلها" قرأت هذه العبارة مرات عدة، وفي كل مرة أعود أدراجي فألتقط كتاباً، أو أتجول في رياض القرآن وجنباته، فأجد نفسي في عجب ودهشة وكأنني أقرأها للمرة الأولى.
يقول الدكتور صالح السنيدي:" التاريخ ذاكرة الأمم، ومن فقد ذاكرته فهو كالتائه يتخبط في تصرفاته وقراراته، فالأمم كالأفراد كما يقرر المؤرخ الكبير ابن خلدون في مقدمته، إن ماضينا نستمد منه التجربة والخبرة، ونتعلم من أخطائه وكوارثه، ما يجعلنا نتجنب الوقوع فيما شابهها، ونستنتج مقومات قوتنا وعوامل ضعفنا.
ليس منا من لم يقرأ القرآن، ولعظمة هذا الكتاب، نجد أنفسنا ونحن نقرأ آياته، ونتدبر معانيها، يخيل إلينا أنها المرة الأولى، لما يتكشف لنا من معان، وأفكار.
وهنا لكرامة هذا الشهر الفضيل وقدسيته، سأسافر بنا إلى أزمنة مختلفة، بأناس مختلفين، لنستكشف جبروتهم، وقوة إرادتهم في إدارة الحروب، والانتصار فيها في شهر رمضان، وفي كل هذه الانتصارات رجحت كفة عدوهم، عدداً، ومقدرة.
وليس هناك أروع وأشجع من {فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
وخير ما نبدأ به غزوة بدر الكبرى، وهي أول معركة في الإسلام؛ وقد سميت يوم الفرقان لأنها فرقت بين الحق والباطل، وقد شنتها قريش على جيش المسلمين في (١٧) من رمضان في السنة (٢) من الهجرة، وقد نصر الله المسلمين على الرغم من قلة عددهم حيث بلغ عدد المشركين (٣) أضعاف المسلمين، كما فاقوهم في العدة أيضاً، ولكن أذن الله للمسلمين بالنصر، وأنزل على قلوبهم الثبات، وغسلهم بالمطر، وخاتمة المدد حين أغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة ثم رفع رأسه، فقال: "أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع"، فلقد جاء المدد الإلهي ألف من الملائكة يقودهم جبريل، فخرج رسول الله ﷺ من باب العريش وهو يثب في الدرع ويقول: "سيهزم الجمع ويولون الدبر"، ثم أخذ حفنة من الحصى فاستقبل بها قريشً، وقال: "شاهت الوجوه!"، ورمى بها في وجوههم فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه.
ويا له من نصر، فالقوة منبعها من الداخل، حيث الإيمان واليقين، وقوة الثبات.
وتتوالى انتصارات المسلمين ويأتي (٢٠) من شهر رمضان في السنة (٨) من الهجرة، حيث استطاع المسلمون فتح مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية، وقد حدثت هذه الغزوة بسبب انتهاك قبيلة قريش الهدنة التي كانت بينها وبين المسلمين، حيث أعانوا حلفائهم في الإغارة على قبيلة خزاعة، حلفاء المسلمين، فنقضت بذلك عهدها مع المسلمين الذي سمّي بصلح الحديبية، فجهز الرسول ﷺ جيشاً قوامه(١٠٠٠٠) مقاتل لفتح مكة، وتحرك الجيش حتى وصل مكة، فدخلها سلماً بدون قتال.
وفي فتح مكة الكثير من العظات والعبر، فقد وقفت قريش لا حول لها ولا قوة وهي ترى الرسول ﷺ يسلم مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة ويقول له: (هذا مفتاحك، اليوم يوم بر ووفاء)، وقال:( خذوها يا بني شيبة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم).
كما وقفت عاجزة حين أمر الرسول ﷺ ابن الخطاب بمحو صور الجاهلية من الكعبة قبل أن يهم الرسول ﷺ بدخولها، واستشاطوا غضباً، حين أمر الرسول ﷺ بلال بن رباح رضي الله عنه، بأن يؤذن فوقها، وهو العبد الأسود الأجير.
فتح مكة كان سيلاً من الانتصارات والفتوح، وسبباً لدخول الكثيرين في الإسلام، فقوة قريش وجبروتها وهيمنتها على قبائل العرب لم يعد لها وجود، ولعل نزول سورة الفتح من أقوى الدلائل على كم النصر المحقق.
والعجيب في كل الانتصارات المحققة في هاتين المعركتين أن المسلمين خاضوها بقوة واستبسال وهم صيام، لم يوقفهم جوع ولا ظمأ، ولا إرهاق، وهنا تكمن قوة الإيمان بالله.
- 27/07/2024 مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 90 سلة غذائية في مديرية الحوطة بمحافظة لحج
- 27/07/2024 أمانة المدينة تواصل أعمالها في صيانة ومعالجة شبكة الطرق
- 27/07/2024 مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 25 ألف ربطة خبز يومياً للأسر اللاجئة في شمال لبنان
- 27/07/2024 تأهل الرياض وجدة والقصيم وجازان لنصف نهائي البطولة الإقليمية
- 27/07/2024 مكافحة المخدرات تقبض على شخص بمنطقة القصيم لترويجه مواد مخدرة وضبط بحوزته أسلحة نارية وذخيرة حية
- 27/07/2024 الهيئة الملكية بينبع تحتفل باليوم العالمي للمانغروف
- 27/07/2024 حرس الحدود بجازان يقبض على ثلاثه مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم (26,9) كيلوجراماً من مادة الحشيش المخدر
- 27/07/2024 حرس الحدود بجازان يقبض على ثلاثه مخالفين لنظام أمن الحدود لتهريبهم (70) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر
- 27/07/2024 “الغطاء النباتي” ينظم فعاليات وفرص تطوعية احتفاءً بيوم المانجروف في عدد من المناطق
- 27/07/2024 عربات قولف الترددية تسهّل للأشخاص ذوي الإعاقة أداء نسكهم بالمسجد الحرام
المقالات > انتصارات رمضانية
✍️ -/ هدى الشهري
![](https://www.albayannews.net/wp-content/uploads/2022/04/185B4FDF-28D9-4A9F-AA8A-081B3931FD09.jpeg)
انتصارات رمضانية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/210925/