هو امرؤ القيس بن حجر. وأمّه فاطمة بنت ربيعة، أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة التّغلبيّين .
وكان امرؤ القيس طرده أبوه لما قاله من شعر في فاطمة بنت العبيد، وهي التي يقول لها:
أفاطم مهّلا بعض هذا التّدلّل
فطلبها زمانا فلم يصل إليها، وكان يطلب منها غرّة، حتّى كان منها يوم الغدير بدارة جلجل ما كان، فقال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
فلمّا بلغ ذلك حجرا أباه دعا مولى له يقال له ربيعة، فقال له: اقتل امرأ القيس وأتني بعينيه، فذبح جوذرا فأتاه بعينيه، فندم حجر على ذلك، فقال: أبيت اللّعن...! إني لم أقتله، قال: فأتني به، فانطلق فردّه إلى أبيه، فنهاه عن قول الشعر، ثم إنّه قال:
ألا أنعم صباحا أيّها الطّلل البالي
فبلغ ذلك أباه فطرده، فبلغه مقتل أبيه، فقال: ضيّعني صغيرا، وحمّلني دمه كبيرا، لا صحو اليوم، ولا سكر غدا، اليوم خمر، وغدا أمر، ثم قال:
خليليّ ما في اليوم مصحى لشارب ... ولا في غد إذ كان ما كان مشرب
ثم آلى لا يأكل لحما ولا يشرب خمرا حتّى يثأر لأبيه.
وصار امرؤ القيس إلى ملك الروم، فأكرمه ونادمه، واستمدّه فوعده ذلك، ثم بعث معه جيشا فيهم أبناء ملوك الروم، فلمّا فصل قيل لقيصر: إنّك أمددت بأبناء ملوك أرضك رجلا من العرب، وهم أهل غدر، فإذا استمكن ممّا أراد وقهر بهم عدوّه غزاك. فبعث إليه قيصر مع رجل من العرب كان معه يقال له الطّمّاح بحلّة منسوجة بالذهب مسمومة، وكتب إليه: إني قد بعثت إليك بحلّتي التي كنت ألبسها يوم الزينة، ليُعرف فضل منزلتك عندي، فإذا وصلت إليك فالبسها على اليمن والبركة، واكتب إليّ من كلّ منزل بخبرك. فلمّا وصلت إليه الحلّة اشتدّ سروره بها، ولبسها، فأسرع فيه السمّ وتنفّط جلده. ولما صار إلى مدينة بالروم تدعى أنقرة ثقل، فأقام بها حتّى مات، وقُبر هناك، وقال قبل موته:
ربّ خطبة مسحنفره ... وطعنة مثعنجره
وجعبة متحيّره ... تدفن غدا بأنقره
قال ابن الكلبيّ: هذا آخر شيء تكلّم به، ثم مات.
ورأى قبرا لامرأة من بنات ملوك الروم هلكت بأنقرة، فسأل عن صاحبه فخبّر بخبرها، فقال:
أجارتنا إنّ المزار قريب ... وإني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنّا غريبان ههنا ... وكلّ غريب للغريب نسيب
وعسيب: جبل هناك.
وذكر ابن العمة الشاعر الأديب السري عبدالعزيز سعود البابطين في برنامجا متلفزا بعنوان (حديث الأدب) في قناة البوادي الفضائية أنه التقى بالرئيس التركي عبدالله غل، وكيف حكى للرئيس غل حكاية امرئ القيس، وإخباره إياه أن لديهم في تركيا معلما سياحيا أثريا جليلا كبيرا، وهو قبر امرئ القيس، وأنه قد زار قبره فوجده على مرتفع، والمرتفع فيه بيوت عشوائية، وقد طلب من الرئيس التركي أن يُدخل قبر امرئ القيس ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني (اليونسكو) حتى يبقون عليه ويحمونه من عبث العابثين، وقد تم ذلك، وطلب من البابطين الاهتمام بعمل نصب، وليس تمثالا، على قبره، وأمر الرئيس مستشاره بسرعة تنظيف المنطقة من البيوت العشوائية، وتم وضع النصب على القبر. وهو الآن معلم من معالم المنطقة هناك وتحت إشراف اليونسكو.
- 04/05/2024 الحملات الميدانية المشتركة: ضبط (19662) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع
- 04/05/2024 الشؤون الإسلامية في جازان تقيم جولة دعوية في مدينة جيزان ومراكزها وقراها
- 04/05/2024 نيابة عن خادم الحرمين الشريفين : سمو وزير الخارجية يصل جمهورية جامبيا لترؤس وفد المملكة في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي
- 04/05/2024 الهلال يقترب من تحقيق اللقب بعد تغلبه على التعاون بثلاثية ضمن الجولة الـ30 من الدوري السعودي للمحترفين
- 03/05/2024 أمير الجوف يبدأ زياراته التفقدية لمحافظات المنطقة والمراكز التابعة غدًا
- 03/05/2024 المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي بمنطقة تبوك يشارك في اسبوع البيئة
- 03/05/2024 الأمن العام يعلن بدء تنفيذ التعليمات المنظمة للحج بحصول المقيمين الراغبين في دخول العاصمة المقدسة على تصريح
- 03/05/2024 تنفيذ مناورات التمرين السعودي – الأمريكي المشترك “درع الوقاية 4” بالظهران
- 03/05/2024 دوريات الأمن بمنطقة نجران تلقي القبض على مواطن لقتله اخته
- 03/05/2024 أمير منطقة جازان يشارك أهالي فرسان “صيد سمك الحريد”
المقالات > وسافر امرؤ القيس إلى أنقرة
✍️ - عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
وسافر امرؤ القيس إلى أنقرة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/201922/
التعليقات 1
1 pings
أنس بن أحمد السيار
06/02/2022 في 6:52 م[3] رابط التعليق
رائع جدا
(0)
(0)