مساءات مارس مختلفة حزينة هادئة جداً..
خيّم الهدوء أرجاء العالم في سكينة وصمت يعم المنازل والشوارع حتى في أزقتها ،تلك الطرقات التي لاتكاد تخلو يوماً من المارة والمركبات وضجيج الأطفال وضحكات كبار السن وقهقهات النساء ورقصات الشباب ومزاحهم .
وصوت الأسلحة والمدافع التي ضجت بها الأرض من تسلط البشر ..
وأخبار الحفلات والمهرجانات والرياضة بأنواعها .. يمر العالم بأكمله بلحظة غفوه وركود لحظة تأمل ..وتفكر لحظة إستراحة وتوقف لحظة عجز تام .. نعم عجز العالم أمام فيروس صغير لايرى بالعين المجردة حيّر العلماء وأدهش الاطباء ،وتوقفت اغلب المهن والصناعات وتنفست الارض من عوادم السيارات والمصانع والطائرات ..
ومايكسر القلب حتى بيوت الله اقفلت واكتفت بالأذان صلو في رحالكم " وما يفرح القلب عمرت المنازل بالصلوات واصبح كل رب اسرة إماماً لاسرته ..
قد تكون هذه الغمة بمثابة الصفعة في وجه العالم لتفيقهم من سباتهم ..
تعيدهم خطوات للوراء للتأمل في أصل الإنسان الضعيف الذي ملأ الأرض بجبروته وتكبره ..هذا المخلوق الضعيف مجرد عطسة ترديه طريحاً ، الكون بأسره في ترقب ورجاء .. إنعزالنا في بيوتنا هو عوده للنفس لنكتشفها لنتحاور معها ..فبقدر
قربنا منها نحن أبعد جداً منها فعولمة العالم وتكنلوجياتها أبعدتنا حتى من أنفسنا .