قد يظن البعض من الجيل الجديد أننا خرجنا على الأرض في هذه الدولة الفتية وهي تلبس هذا الرداء الجميل وهذه النعم والخيرات وهذا الأمن الوارف دون أن يكون خلف ذلك رجالاً ضحّوا بأنفسهم وانتصروا على الصعاب وكُتبت صفحات تاريخهم بحروفٍ من ذهب . بدايةً من الدولة السعودية الأولى ووقوف الإمام محمد بن سعود بن مقرن في وجه الطامعين. ونشره مبادئ العدل والإصلاح. ومن بعده ابنه عبدالعزيز بن محمد الذي قدّم نفسه شهيداً لهذه الدولة بعد أن امتد حكمه لكل أنحاء جزيرة العرب . .
وتوالت الإنتصارات واستطاع سعود بن عبدالعزيز (الكبير)من هزيمة طوسون وتقدّم ابنه عبدالله لقيادة المعارك مع العثمانيين حتى قبض عليه إبراهيم باشا وقُتل شهيداً في اسطنبول عام 1817 مع القادة الأبطال عبدالوهاب أبو نقطة وطامي بن شعيب المتحمي وبخروش بن علاس وعثمان المضايفي .واستبسال رشيد بن جرشان وغالية البقمية في المعارك الدائرة . .
لم يستسلم الشرفاء في جزيرة العرب فأعاد تركي بن عبدالله النضال من جديد وسلّم الراية لابنه فيصل بن تركي الذي استمرت معاركه مع ( خورشيد) وكان عهده من العهود الذهبية في تاريخ نجد حتى وفاته عام 1865 . لكن عزيمة الرجال وطموحاتهم لا تٌقهر . .
فجاء ( صقر الجزيرة) عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ومعه الأشاوس من الرجال المخلصين لتخليص هذه البلاد من العثمانيين وأطماع الطامعين فتوالت الانتصارات في فتح الرياض وفي روضة مٌهنا والأحساء وحائل وفي معركة (حِجْلة) وتربة .
ونذكر من أولئك الأبطال محمد بن عبدالرحمن الفيصل وعبدالله بن جلوي وبن خنيزان وبن معمر ومساعد بن راشد بن رقوش وخالد بن لؤي وثلاب العجالين و عبدالمحسن الفِرْم وغيرهم الكثير والكثير وتم توحيد هذه البلاد وإعلاء شأنها ورفع راية التوحيد بها . . " اليوم الوطني 89 " ودام عزك يا وطن .؛؛