جاء الإسلام كمنهج حياة شامل لم يترك شاردة ولا واردة إلا عالجها وأوجد لها الحلول المناسبة وهذا الدين جاء إلى البشرية جمعاء ليحدث نقلة جديدة في حياته جعل المسلمين أمة واحدة وألف بين قلوبهم وحثهم على التعاون فيما بينهم على البر والتقوى، يقول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. سورة المائدة وقال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وقد سنت هذه البلاد المباركة سنة حسنة في التواصي بإخوانهم المسلمين في كل مكان وبذل الكثير من الدعم للعمل الخيري والاهتمام بقضايا المسلمين وهذا نهج سارت عليه هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، واقتفى أثره أبناءه البررة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. حيث شهد العمل الخيري في عهده نقلة جديدة كان لها أثرها الطيب وثمارها اليانعة.
فعلى المستوى الخارجي تبوأت السعودية مكانتها بوصفها كبرى الدول التي تقدم المساعدات الإغاثية للمنكوبين في جميع أنحاء العالم. ومن غير أن نورد الأرقام والمبالغ الكبيرة التي تقدَّم إلى الخارج فلنتوقف فقط عند النفرات والاستجابة منقطعة النظير لتوجيهات ولي الأمر التي تطالب بالتبرع. ومن المهم أن نشير إلى أن الجهود الإغاثية التي تقوم بها السعودية لا تقتصر على الدول الإسلامية، بل تصل إلى الجميع في مختلف أرجاء المعمورة.
وعلى المستوى الداخلي فنشهد تنافسًا محمودًا في مجالات العمل الخيري كافة. مع تعدد الجهود كما تحول العمل الإغاثي إلى عمل ممنهج مدروس، وبدأ يكتسب صفة الديمومة وإبقاء الأثر، بعد أن كان قاصرًا على المنح. ويشهد العمل الخيري في السعودية دعماً منقطع النظير، وفتحت الباب على مصراعيه للمؤسسات والجمعيات الخيرية لتعمل في الداخل والخارج لتلمس احتياجات الناس وتقديم الدعم الإغاثي للمسلمين في الخارج وفق إمكانات هذه المؤسسات مع دعم خاص ومستقل من الدولة للكثير من قضايا المسلمين المتعددة، ويدلل هذا الاهتمام على الدور القيادي المناط بها فهي رائدة للعمل الإسلامي في العالم، وتحتضن الحرمين الشريفين ومهبطا للوحي ومنبعا للرسالة. فقد امتدت أياديها البيضاء لهم في فلسطين وأفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك وكوسوفا وغيرها من بلاد المسلمين التي عانت من الاضطهاد والتطهير العرقي وبفضل الله ثم بفضل الدعم السعودي سواء الدعم الرسمي أو المؤسسات الخيرية السعودية التي سهلت الدولة مهمتها، وتحقق لها الشيء الكثير مما يثلج الصدور،
هذا وقد طوع العمل الخيري والقائمون عليه التقنية ووسائل التواصل التي منحته ديناميكية وقدرة أكبر للوصول إلى المانح والمحتاج، وأتاحت فرصًا أوسع للعمل في المجال الخيري.
ونحن نقف الآن على أعتاب مرحلة تاريخية، وننطلق إلى الأمام باقتصادنا، نرى في الأفق مستقبلاً مزهرًا للعمل الخيري والطوعي.
والآن في عهد الملك سلمان زاد الاهتمام بالعمل الخيري، وأصبح جزءًا مهمًّا في عمل الدولة على جميع المستويات، حتى أصبحت السعودية مضربًا للمثل في مأسسة العمل الخيري، مع ضبطه ومراقبته لكي يؤتي الهدف الحقيقي منه. اعتنت الدولة بالعمل الخيري في الداخل وجعلت ذلك من أولى اهتماماتها حيث استحدثت منذ سنوات طويلة ما يسمى بالضمان الاجتماعي وأناطت مسئوليته بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية حيث تقوم بدراسة حالات المحتاجين وتخصص إعانات سنوية لهم وفق شروط ونواظم معينة ويستفيد من ذلك قطاع كبير من كبار السن والأرامل والمطلقات وغيرهم من المحتاجين كما أن الوزارة تشرف بشكل رسمي على الجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة بالداخل والذي يبلغ عددها قرابة (245)جمعية وتقوم هذه الجمعيات على رعاية المحتاجين وتأمين المساعدات وغير ذلك، ويوجد نشاط في الداخل لبعض المؤسسات الأخرى التي تركز جهودها في العمل الإغاثي والدعوي في الخارج من حيث تقديم المساعدات للمحتاجين ودعم بعض البرامج الدعوية سواء العامة منها أو ما كان موجهاً لبعض الجهات الإصلاحية كالسجون ويضاف لذلك بناء المساجد وتقديم الدعم المالي لبعض القطاعات الصحية والتعليمية وغير ذلك.
ومن أبرز المؤسسات والجمعيات الخيرية العاملة في الداخل:
مؤسسة الملك خالد بن عبد العزيز الخيرية، مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية. مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري بالرياض.مشروع بن باز الخيري لإعانة الشباب على الزواج (والمشروعات المشابهة له على مستوى المملكة). مؤسسة الحرمين الخيرية.الوقف الإسلامي.المنتدى الإسلامي، معية دار الأيتام بالرياض. جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة، جمعيات البر والجمعيات الخيرية بالمملكة ويبلغ عددها (245) جمعية. الضمان الاجتماعي.
كل هذا الحراك الخيري يجعلنا نحمد الله كثيرًا أن مَنَّ على وطننا بالأمن والأمان لكي نشعر بعده بكل عمل يؤتي ثماره لكل الفئات في المجتمع.
* عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
- 25/04/2024 صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة لـ 200 متبرع ومتبرعة بالأعضاء
- 25/04/2024 أمانة منطقة الرياض تشارك ضمن وفد المملكة في مؤتمر الطاقة العالمي 26 في هولندا
- 25/04/2024 استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الخميس حتى الثلاثاء المقبل
- 24/04/2024 بيان من الديوان الملكي: غادر خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية
- 24/04/2024 آل أبار يستقبلون المواسين في وفاة فقيدهم الدكتور عبدالعزيز أبار
- 24/04/2024 الأمير فهد بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد تبوك مدينة صحية من وزير الصحة
- 24/04/2024 أمير المنطقة الشرقية يرعى افتتاح تطوير وتوسعة مطار الأحساء الدولي
- 24/04/2024 سماحة المفتي يستقبل رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي
- 24/04/2024 “تجارة الباحة” تُنفِّذ 632 جولة رقابية على الأسواق والمراكز التجارية بالمنطقة
- 24/04/2024 اقبال مستمر لمهرجان محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بالقريات
المقالات > العمل الخيري ديدن هذا البلد العظيم
✍️ - وسيلة الحلبي سفيرة الأعلام العربي
العمل الخيري ديدن هذا البلد العظيم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/27980/