كانت قيادات حكومتنا الرشيدة تحالف أمريكا صدقًا وتؤثرها بالمصالح والمواقف على بقية الأطراف المؤثرة في موازين القوى العالمية.
لم يكن ذلك سخفًا ولا حماقةً من قياداتنا الراشدة، بل كان عملاً وتحقيقًا (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
نحن السعوديين حكومةً وشعبًا نفي لمن وفى ونصدق مع من صدق ، ندني إلينا من خطب ودنا و نتجاهل من لا يعنيه شأننا ونضرب بيد من حديد لقصم ظهور أعدائنا.
كنا و مازلنا وهكذا جُبِلنا فسبقنا غيرنا للمكارم وخطونا بقيمنا ومبادئنا إلى مدارج عظمتنا وشيدنا للأمجاد صروحًا سامقةً وتبوأنا للعُلا منازل رفيعة في سلم المعترك العالمي ، وتركنا لقراراتنا السياسية آثارًا وأثرًا على كافة الأصعدة وبشتى المجالات إقليميًا قاريًا وعالميًا .
عودًا إلى البداية ، فأمريكا التي صدرت بها مقالي كانت حليفًا صادقًا وصدوقًا إبّان الحكماء من رؤسائها السابقين الذين أدركوا- بحكمتهم وسعة أفق تفكيرهم السياسي- الثقل السعودي سياسيًا واقتصاديًا ودوره في تغيير موازين القوى عالميًا.
لقد كان حكماء أمريكا رؤساء ووزراء وقيادات يضعون في حسبانهم الموقف السعودي ورودود الفعل الناجمة عنه قبل اصدار قراراتهم ورسم سياساتهم.
إن المواقف التي تسطرها المبادئ والقيم النبيلة يخلدها التاريخ وتعيها العقول وتدركها الألباب وتتعظ بها الأجيال حكامًا ومحكومين رؤساء ومرؤوسين .
فموقف الملك فيصل رحمه الله لم يزل جاثمًا على صدور الأمريكان وغيرهم من الغربيين وآخذًا بتلابيب تفكيرهم ومثيرًا لفزعهم وباعثًا لقلقهم.
فحين لوّح المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود باستخدام النفط كسلاح
في ١٩٧٣ ضد أمريكا والغرب حين نعقوا بتقسيم فلسطين إلى دولتين.
منذ ذلك التاريخ وأمريكا والدول الغربية والعقلاء من ساساتها يضعون نصب أعينهم وبأعلى مراتب سلم اهتماماتهم ردود الفعل السعودية المتوقعة تأييدًا أو رفضًا.
لإدراكهم بأن ما سيتخذونه من قرارات تتعلق بالشأن العربي أو بالشرق الأوسط سيُكتب لها النجاح إن حظيت بالدعم السعودي وستبوء بالفشل إن عارضها الموقف السعودي.
كان الأمر كذلك حينما حكم أمريكا خاصة والغرب عامة الحكماء من رؤسائهم.
وفي العقدين الأخيرين تقلد زمام الأمور في إدارة الشأن الأمريكي الحمقى والمغفلون والمعتوهون في الحزب الديموقراطي الذين صيروا أمريكا لاعبةً على كل الحبال ومتلاعبةً بكل المبادئ والقيم الانسانية وخارجةً عن السيطرة في سياساتها ومتباينة في مواقفها مع حلفائها وأعدائها في آنٍ واحد.
فحينما دفع سدنة الحزب الديموقراطي في أمريكا بالدمية باراك أوباما وتلوه بالنعسان بايدن لرئاسة أمريكا وضعوها على المحك وكشفوا عوارها، فظهر للعالم الوجه القبيح لديموقراطية أمريكا وتعاملها القذر مع حلفائها قبل أعدائها فخابت مساعيها وباءت مواقفها بالفشل الذريع وخسرت أمريكا حلفاءها تباعًا.
يعلم الأمريكان يقينًا بأن السعوديةَ حليفتها الأقوى حرفت بوصلة اهتماماتها عن الولايات المتحدة الأمريكية وقلبت ظهر المجن في وجه باراك أوباما وبعده بايدن ووطدت علاقاتها بعدوي أمريكا سلمًا وحربًا (الصين وروسيا) وعقدت معهما عهودًا ومواثيق سياسية وأبرمت معهما اتفاقيات وصفقات اقتصادية ترليونية لشراء الأسلحة وتوطين صناعتها محليًا بالأراضي السعودية.
هنا ثار الأمريكان وملأوا العالم ضجيجًا انتقادًا للسعودية في تقاربها مع الصين وروسيا وتمكينهما من سحب البساط من تحت أقدام الأمريكان.
فعاد الأمريكان لاستجداء السعودية وخطب ودها مجددًا واستعادة ثقة قياداتها في السياسة الأمريكية.
هيهات هيهات سبق السيف العذل فالمواقف والأحداث الأخيرة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن أمريكا لم تعد حليفًا موثوقًا به ولا يُؤْمن حلفها.
إنها السعودية العظمى لا يضرها من خذلها فهي قادرة على توفير البدائل وبناء علاقات بناءة وقوية مع كافة الأطراف المؤثرة في موازين القوى العالمية
فمن يكسب السعودية كسب كثيرًا ومن خسرها خسر كثيرًا
تلك هي الحقيقة التي على الأمريكان حكومة وشعبًا أن يعوها ويدركوها لاستدامة المصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية .
فقد وجه العديد من رجال السياسة الأمريكان اللوم على الرئيس الأمريكي بايدن لخسرانه الحليف السعودي وحملوه مسؤولية ما سينجم عن حماقته من آثار فادحة على الاقتصاد الأمريكي لعلمهم بأن السعودية يُخطب ودها ويُشترى وصلها فالخزانة الأمريكية حبلى بالودائع السعودية المليارية ومتى ما قررت الأخيرة سحبها من أمريكا فسينهار الاقتصاد الأمريكي حتمًا وسيدفع الشعب الأمريكي الثمن غاليًا لحماقات بايدن وسابقه اوباما.
ولن يطول المقام ببايدن رئيسًا لأمريكا وأنا لمن المنتظرين وإن غدًا لناظره قريب .
أمريكا ستكون الخاسر الأكبر .
- 20/04/2024 الحملات الميدانية المشتركة: ضبط (14672) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع
- 20/04/2024 البنك الدولي يختار المملكة مركزاً للمعرفة لنشر ثقافة الإصلاحات الاقتصادية عالمياً
- 20/04/2024 “الأمر بالمعروف” بمدينة أبها بمنطقة عسير تواصل نشر مضامين حملة (اعتناء)
- 20/04/2024 حرس الحدود ينقذ مواطنًا خليجيًا فُقد في صحراء الربع الخالي
- 20/04/2024 أحمد بن طه حسن الصافي في ذمة الله
- 19/04/2024 جازان تُنتج أكثر من 118 ألف طن من الفواكه الاستوائية وتستعد لمهرجانها السنوي
- 19/04/2024 امراء ومسؤولون وشخصيات المجتمع يعزون ال السعدي في وفاة فقيدتهم
- 19/04/2024 رئيس الاتحاد الدولي للفروسية: ضيافة السعودية اسطورية ومرافق البطولة استثنائية
- 19/04/2024 فهد بن جلوي يتوج إيكيرمان بثاني أشواط كأس العالم لقفز الحواجز
- 19/04/2024 استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الجمعة حتى الثلاثاء المقبل
المقالات > الثقل السعودي ودوره في تغيير موازين القوى
✍️ - ا. احمد عبده ضعافي
الثقل السعودي ودوره في تغيير موازين القوى
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/179750/