لقد من الله على البشرية بأن أكمل لها دينها وأتم عليها نعمته، وقد ارتضى الله أن يكون الإسلام بتشريعاته السامية هو الدين العالمي للبشرية جمعاء، وقد قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة: 3]، وقد شرع الله لنا في هذا الدين من الشرائع ما يسمو بها الإنسان من الخصال الكريمة والأفعال الحميدة، وقد أشار الله إلى فضل الإسلام على الناس فقال: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [المائدة: 15-16]. وقد أرسل الله رسوله محمد –صلى الله عليه وسلم- بالإسلام متمماً لمكارم الأخلاق فهدى الله به العباد وأخرجهم من الظلمات إلى النور.
تهدف الأنظمة على اختلاف أنواعها إلى تحقيق مصالح الإنسان سواء في الدنيا أو الآخرة، وتهتم الأنظمة البشرية بتنظيم الحياة الدنيوية للإنسان بما يحقق مصالحه فيها من خلال بعض القوانين والقيود البشرية، وتتصف هذه الأنظمة بأنها نتاج بشري مصدره الجماعات والأفراد، وذلك من اجتهاد وتنظير الإنسان وتفكيره، وهناك العديد من الأنظمة البشرية التي يتم تطبيقها حول العالم، ومن أمثلة هذه الأنظمة الرأسمالية والاشتراكية والعلمانية والليبرالية وغيرها من الأنظمة، كما تتصف هذه الأنظمة بوجود الكثير من جوانب النقص والخلل في قوانينها وتشريعاتها، وذلك لأن مصدرها الآراء والتوجهات الإنسانية التي تتصف بالقصور والخطأ، أما النظام الإسلامي فهو نظام إلهي المصدر يستمد قوانينه من التشريعات الإسلامية التي جاءت بها القرآن والسنة وهو نظام يهدف إلى تحقيق النجاح للإنسان في الدنيا والآخرة، ولذلك فإن النظام الإسلامي من خلال تشريعاته الكاملة والنقية هو الأقدر على البقاء والصمود في وجه التحديات الحضارية، وفي المقابل يظهر مدى قصور الأنظمة البشرية في تحقيق ما يصبوا إليه الإنسان، ويتضح هذا الفرق بين الإسلام والأنظمة البشرية الأخرى جلياً في ميل قلوب الناس إلى الإسلام وتعلقهم به عندما يلمسون أثره في حياة الإنسان وقدرته على تلبية احتياجاتهم الروحية التي يعجز غيره من الأنظمة على تلبيتها.
ويمتلك تأثيراً ساحراً على نفوس وقلوب الناس بعظمته وكمال تشريعاته، فيحولهم إلى الأفضل ويصلح نفوسهم، وقد قال الله تعالى في الأثر الذي يتركه الإسلام في القلوب: (إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9]، وبتتبع أحوال من يدخلون في الإسلام نلاحظ كيف أن أحوالهم قد تغيرت وتبدلت بعد دخولهم في الإسلام، ولا يحتاج الإسلام لفترات زمنية طويلة حتى يؤثر في النفوس، بل إن آثاره تبدأ بالظهور في شخصيات المسلمين وسلوكياتهم بمجرد دخولهم في الإسلام وتسرب شعاع الإيمان إلى قلوبهم. وما من مثالٍ أعظم من حياة الصحابة رضوان الله عليهم على الأثر العظيم الذي يتركه الإسلام في القلوب، فقد حولتهم حلاوة الإسلام من قساةٍ جبابرة إلى رحماء بمجرد أن لمست قلوبهم حلاوة الإيمان.
فبالإسلام يرتقي الإنسان إلى كمال الصفات، فيتخلى الإنسان عن رذائل الصفات ويتحلى بفضائل الأخلاق، فالإسلام يجعل من الإنسان شخصاً آخر قادراً على تحقيق أهداف الخلافة التي خلق الله عز وجل الإنسان من أجلها في الأرض.
ونشهد في عصرنا الحالي إعراضاً عالمياً عن الإسلام عوضاً عن تعرض الإسلام للهجوم من الكثير من الشخصيات العالمية والجماعات للانتقاص منه والاستهزاء بمبادئه وتشريعاته، تبرز الكثير من الأمثلة لمن دخلوا في الإسلام وذاقت قلوبهم حلاوة الإيمان، فالإسلام هو دواء النفوس الناجع والذي يترك أثره في تصحيح المعتقدات وإصلاح العقول والمفاهيم، فيُحدث الإسلام تغييراً جذرياً في المفاهيم والمعتقدات بشكل يمكن من تغيير العادات والمعتقدات البالية بالمعتقدات والعادات السامية الكريمة، ولا يمكن للمفاهيم البشرية أن تفسر هذا التحول في شخصية الإنسان منذ اللحظة الأولى لدخوله إلى الإسلام إلا أنها حلاوة الإيمان أنعشت قلبه وروحه.
وعلى مر العصور يمكن أن نلمس أثر الإسلام في تغيير الأشخاص والشعوب، وقد كانت هناك الكثير من النماذج الحية التي وضحت أثر الإسلام في تغيير النفوس والمعتقدات، فالإسلام ينقل مستوى تفكير واهتمام الإنسان من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن ظلمة المعصية إلى نور الطاعة والعبادة، وهذا هو السر الذي يأسر قلوب المقبلين على الإسلام، وقد شاهد العالم في الفترة الماضية ما حدث مع صوفي بترونان عاملة الإغاثة الفرنسية، والتي أعلنت إسلامها بعدما لمس قلبها حلاوة الإسلام وقد سبقها في هذا الكثير من الأشخاص.
وأخيراً فإن من واجب المسلم أن يمارس الدعوة إلى الله كأساس في حياته اليومية، وذلك من خلال تحليه بالأخلاق الحميدة ومن خلال الإحسان في معاملاته مع عامة الناس سواء في العمل أو الحي أو السوق، فما من شيء يؤثر في طريق الدعوة إلى الله بقدر حسن المعاملة والأخلاق الحميدة، وهما من أكثر الصفات التي تجذب القلوب إلى الإسلام وتمتلك تأثيراً يأسرها كالسحر، وإظهار محاسن الدين الإسلامي هو واجب يجب على كل مسلم أن يؤديه يومياً من خلال أعماله ومعاملاته.
- 25/04/2024 صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على منح وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة لـ 200 متبرع ومتبرعة بالأعضاء
- 25/04/2024 أمانة منطقة الرياض تشارك ضمن وفد المملكة في مؤتمر الطاقة العالمي 26 في هولندا
- 25/04/2024 استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الخميس حتى الثلاثاء المقبل
- 24/04/2024 بيان من الديوان الملكي: غادر خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية
- 24/04/2024 آل أبار يستقبلون المواسين في وفاة فقيدهم الدكتور عبدالعزيز أبار
- 24/04/2024 الأمير فهد بن سلطان يتسلم شهادة اعتماد تبوك مدينة صحية من وزير الصحة
- 24/04/2024 أمير المنطقة الشرقية يرعى افتتاح تطوير وتوسعة مطار الأحساء الدولي
- 24/04/2024 سماحة المفتي يستقبل رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي
- 24/04/2024 “تجارة الباحة” تُنفِّذ 632 جولة رقابية على الأسواق والمراكز التجارية بالمنطقة
- 24/04/2024 اقبال مستمر لمهرجان محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بالقريات
المقالات > الإسلام.. صفاء النفس وعلاج الروح
✍️- د. عبدالله بن معيوف الجعيد
الإسلام.. صفاء النفس وعلاج الروح
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/122850/