يعد ظلم النفس أكبر إساءة من متعاطي المخدرات إلى نفسه بإرتكاب المعاصي و الذنوب قال الله تعالى ﴿ ... وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ... )، وقال سبحانه وتعالى (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )، ومن ظلم النفس الاستجابة لشهواتها واتباع هواها، ومن فعل ذلك (فقد أوردها) المهالك باستعمال المخدرات، ومن ألوان ظلم النفس أيضاً الهبوط بها إلى مستنقعات الذنوب والفواحش، وتلطيخها بقذر الرذائل والخطايا، فكيف هانت على مدمن المخدرات نفسه فيلقي بها في مواطن سخط الله تعالى وغضبه.
وأثقل شيء ممكن يحمله مدمن المخدرات على ظهره من الدنيا إلى الآخرة، هو ( ظُلم النفس)، قال تعالى:( وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )، فهي أعظم خيبة و أكبر خسارة على الإطلاق، فإدمان المخدرات له أضرار بالغة على الصحة العامة للإنسان وخاصة قواه العقلية، حيث تحول المخدرات المدمن لشخص يصبح عبئاً على نفسه وعلى أسرته.
وعلاوة على ظلم الفرد لنفسه فهو ظالم لمجتمعه والآخرين، فهو غير قادر على تحمل الأمانة والمسؤولية تجاه نفسه ومن يعول وكذلك تجاه مجتمعه، أو يؤديها كما يجب وينبغي، كل ذلك بسبب نفسه الظالمة الشريرة التي توصف بأقل وصف لها بالأنانية وحب الذات فهي لا ترى من الحياة صفاءها وهنائها إلا في إشباع رغباتها ونزواتها، فتفسد حياتها، كما تفسد على الناس سلامتهم وسعادتهم، والطامة الكبرى هي الحرمان من الفوز بالأجر العظيم فى الآخرة.
لذا وجب علينا أن نبذل كل ما نستطيع من جهد، وتعاون، وإخلاص، مع جميع الجهات المختصة للحد من إنتشار المخدرات، والتحلي باليقظة والمسؤولية عن كل ما نفعل، لكي نعكس صورة واضحة مشرفة عن ديننا ووطننا وأهلنا، راسمين صورة صادقة من الاستقامة والنقاء والبعد عن المحرمات والمهلكات وكل سوء.
والحق يعلو دائماً، وإن طال به الزمان والمكان دون ادعاء، أو ضجيج فهناك فرق كبير بين من يريدون الخير للمجتمع ومن يروجون لهذا البلاء، فنحن على حق، وهم على باطل، نحن في أمن وأمان واستقرار، وهم في خوف مستمر، ونحن في سعة رزق وراحة بال وسعادة، وهم في هم وحزن شديد، ونحن نبني لمستقبل مشرق، وهم يهدمون، عندنا أصدقاء صالحين، عندهم صديق سوء.
والمستفيد الأول والأخير هم أعداء الإسلام، فهم يريدون مجتمع متجاهل لتعاليم الإسلام، بعيداً عن الفضيلة والحق، راغبين في نشر الفاحشة والسوء بين الشباب والشابات، قال الله تعالى(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ).
وكفى بالمدمن إثماً ضياع من عمره، وظلم نفسه، واعتداءه على حقوق غيره، فياحبذا لو رجع إلى طريق الحق والصواب، وترك المخدرات لينال الأجر والثواب من رب العالمين.
- 10/12/2023 الشؤون الإسلامية بجازان تنفذ مبادرة تطوعية نوعية لتنظيف جامع الشافعي
- 10/12/2023 أكثر من 100 ألف مستفيد من خدمات نقل الركاب بالحافلات في محافظة الطائف خلال شهرين
- 10/12/2023 مهلة لملاك مباني الطائف لاستخراج شهادة “امتثال المباني”
- 10/12/2023 سمو أمير الشرقية يرعى اطلاق جائزة الأحساء للتميّز في دورتها الأولى
- 10/12/2023 “خوجة” يشدو بأجمل قصائده في معرض جدة للكتاب
- 09/12/2023 أمانة منطقة المدينة المنورة تدشن جسر طريق الملك عبد العزيز مع طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز
- 09/12/2023 القوات الخاصة للأمن البيئي تضبط مخالفين لنظام البيئة لاستغلالهما الرواسب دون ترخيص
- 09/12/2023 اليوم العالمي لمكافحة الفساد .. التوعية بمخاطر الفساد والحد من أخطاره والقضاء عليه
- 09/12/2023 مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 1.526 قسيمة شرائية لمتضرري الزلزال في محافظة حلب بسوريا
- 09/12/2023 التعادل السلبي يحسم لقاء الأهلي والرائد في الدوري السعودي للمحترفين
المقالات > ظلم النفس
✍️-د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

ظلم النفس
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/108738/