احتفى نادي مكة الثقافي الأدبي بالقصة القصيرة من خلال فعالية جديدة لجماعة فضاءات السرد إستضاف فيها النادي القاص الأستاذ عبدالعزيز عسيرى والقاصة الأستاذة منيرة البقمي والأديب الناقد الأستاذ خلف سرحان القرشي و أدارها الأستاذ تميم الحكيم الذي أوضح بداية هذا الإهتمام غير المسبوق لأدبي مكة بفن السرد بتشجيع ورعاية من سعادة الأستاذ الدكتور حامد بن صالح الربيعي رئيس النادي فمنذ عام 1407هـ حتى عام 1427هـ نظم النادي ثلاث أمسيات في حين أقام النادي ضمن فعاليات جماعة فضاءات السرد هذا العام أربع أمسيات قصصية ..
وفي الفترة نفسها لم يصدر النادي سوى مجموعة قصصية واحدة في حين صدر عن النادي في السنوات الأخيرة عشر مجموعات قصصية.
و في مجال نقد السرد فاق عدد الدراسات التي طبعها النادي في الأعوام الأخيرة ما تمّ إصداره عن النادي في ربع قرن .
و خدمت جماعة فضاءات السرد التي تم تشكيلها في العام الماضي السرد خدمة مميزة تعريفاً و إنتشاراً وبحثاً و نقداً .
وكانت المحطة الأولى في هذا اللقاء لقصص المشاركين حيث قدما في ثلاث جولات مجموعة من قصصهما المختارة و القصيرة والقصيرة جداً.
وكان من قصص عبدالعزيز عسيري : ابن القريتين – وجه أمي – نافذة – أصابع متشابكة – فضاء – عيال عبدالقوي – باتجاه الجنوب – انثى- ليل .. وغيرها .
وكان من قصص منيرة البقمي : خط – ليلة زفاف – جحور الثعابين – إعدام – أطفال العالم السفلي – ليس إلا .. وغيرها .
وتولى النقد الرئيسي لقصص الأمسية الأديب الناقد الأستاذ خلف بن سرحان القرشي الذي قدم قراءة نقدية تفصيلية لقصص العسيري والبقمي تخللتها بعض الملاحظات فكانت أمسية أشبه بدرس في فن كتابة القصة .
وقد أبدى إعجابه بقصص العسيري البارع في الإنتقال السردي والذي يدهش المتلقي ببساطة نصوصه .
في حين وجه ملاحظات لمنيرة البقمي وطالبها بألا تستعجل الظهور و أن تحيط نفسها بنقاد مخلصين يوجهونها إلى الأفضل .
لكنه أبدى استحساناً للقصص القصيرة التي لديها وقال إنها أبدعت في الأصعب قبل أن تبدع في الأسهل .
بعد ذلك توالت التعقيبات من الحاضرين حيث نوّه الأستاذ الدكتور عالي بن سرحان القرشي بأسلوب الإلقاء عند عبدالعزيز عسيري فكان مثالاً يحتذى به في تقديم القصص المنبرية .
وبينما رأى في قصص منيرة البقمي وضوح نسوية النص وكان اقتحامها للعالم الذكوري من المنطلق نفسه .
وأثنى على شخصية القارئ الناقد لدى خلف القرشي .
وأبدى الأستاذ الدكتور سعد حمدان الغامدي إعجاباً بالقراءة النقدية للأستاذ خلف القرشي وقدرته اللغوية وقوته العلمية .
وحول إلقاء العسيري أشار إلى أن آلية الإلقاء تجعل للقصة حضوراً كحضور الشعر .
ورأى الأستاذ الدكتور أحمد صبرة فيما قدمته منيرة البقمي ما يبشر بكاتبة قصة جيدة .. ونوه بالإحساس العالي باللغة لدى عبدالعزيز عسيري .
وأضاف القاص محمد عصبي الغامدي بعض الملاحظات في تعقيبه .
ومن الجانب النسائي أدارت اللقاء الأستاذة مريم خضر الزهراني التي أبدت الإعجاب والتفاؤل بما قدمته القاصة منيرة البقمي والثناء على قصص العسيري و خاصة وجه أمي ..
وطالبت الأستاذة منيرة عالي القرشي في تعقيبها من منيرة البقمي أن تبتكر الحدث في قصصها لا أن تنقل الوقائع كخبر صحفي .
وكان للدكتور عبدالعزيز الطلحي المشرف على جماعة فضاءات السرد في نهاية اللقاء كلمة شكر فيها فرسان الأمسية والحاضرين على هذا المساء المتميز وأبدى بعض الملاحظات على قصص العسيري والبقمي بمتابعة تفصيلات وردت في قصصهما .