ما الذي تعنيه هذه المساحة من الهدوء ؟
ما الذي يعنيه استماعي لصوت تنفسي كنغم هادئ يعيد اتصالي بالحياة ؟
ما الذي تعنيه نظرتي الثابتة تجاه حركة الحياة حولي ؟
إنها مكافأة التجاوز! فما يعنيه مرورنا بالصدمات هو تقوية صلابتنا الداخلية في مواجهة الأزمات وزيادة مرونتنا النفسية وهي القدرة على استعادة تعافينا بعد مرورنا بفترات حزن أو ألم والخروج من كل ذلك بشخصيات أفضل وأكثر نضجاً وحكمة وأكثر اتصالاً بحقيقتنا وأكثر استماعاً لأرواحنا وأكثر استمتاعاً بالحياة .
تلك المكافأة التي حصلت عليها بعد ضجيج ، بعد سقوط طبقات عدة من الأفكار المعلبة وهي تلك الأفكار التي يعلو صوتها على صوت الفطرة ، التي تضع روحك في قالب وتُحكم على حريتك القيود رغم أننا في الحياة لنحيا ولننصف أرواحنا ولكن كان للأفكار المعلبة وحي الحقيقة ! كنا نثق بالأصوات العالية أكثر من ثقتنا بأصوات أرواحنا ، تعلمنا أن الثقة خارجية وأنكرنا أنها تبدأ من الداخل ، سلمنا أرواحنا لغيرنا آملين أنهم أرواحنا فجعلنا أنفسنا مطمعاً حين لم نحمي أرواحنا بأرواحنا !
لذا كانت الرحلة بعيدة غريبة لأننا ارتحلنا نبحث عن الكنز وهو بداخلنا ، ارتجينا أن نعثر على الحل في أيديهم وهو بين أيدينا ، نود أن نعثر على طريق الروح ونحن ندفنه كل يوم حين نتعامى عن منح أنفسنا ما نحتاجه ونصر أن نمنح الآخرين ما نحتاجه ! ونحن بذلك نتسول الاشباع فنحب ونهتم ونعطي في الخارج ونكره ونهمل ونبخل في الداخل ! والحقيقة أن الرحلة الممتعة داخلك ولن تبدأ إلا بعودتك لحقيقتك وانصالك بنفسك ورحمتك بها ومسامحتها على تلمسها بعض الضوء على خطوات الظلام .
كل التجارب تؤكد أنك لن تستطيع ملأ أرواح الآخرين وكوب روحك فارغ ! حتى وإن كنت تظن أنه مملوء ، أعد النظر لواقعك ، أعد النظر لنوعية الأشخاص حولك ، تساءل لما تتكرر أحداث كنت تظن أنك طويت صفحتها ؟ اذن ما زال كوب روحك فارغ .. أو أن روحك أعظم مما تظن ونظرتك لها محددة وقاصرة وأنت تبخسها حقها .
لذا تأكد أنك لا تظلم روحك مقابل احسانك للغير .. تأكد أنك لا تعظم مقامات الناس في قلبك وتتعلق وقلبك موطن التوحيد ولابد ألا ينازع مقام التوحيد مقام آخر ، تأكد أنك لا تُقّر بمعتقد خلقه بشر أو مجتمع وتخالف ما أقّره الله سبحانه وتعالى في كلامه أو كتابه .
بوابة الروح حين تطرقها .. تفتح لك ، كل ماعليك أن توجه انتباهك ، أن تنصت وأن تصحح ، كل خطوات الروح تقودك لله ، ودائما يرشدنا الله سبحانه في آياته للعودة لأنفسنا فالعودة لفطرتنا ترشدنا لله ومن يرفض العودة لروحه التي أودعها الله بنا وتبقى سر متعلق بالله هو بذلك يرفض طريق الله المستقيم ويرفض جنته الشعورية في الدنيا قال ابن تيمية : " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة..."
سكونك هو جنتك .. ودائما الروح تعشق السكون ، الكلام متعة الفارغين والصمت هو لغة الروح ، فالروح تقرأ بلا كلمات وتسمع بلا أصوات متى ما توحدت معها وانصّت لها .. دلّتك ، وإن كل الضجيج قبل استماعك لها كان اشارات على صاحب سوء أو شريك غادر أو طريق أسود لكننا نختار الطريق والروح تعلم نهايته ولا نصدقها حتى نبلغ نهايته !
- 16/05/2024 مدير عام هيئة الأمر بالمعروف بتبوك يزور مدير عام وحدة أعمال شركة المياه الوطنية
- 16/05/2024 الشؤون الإسلامية في جازان تقيم عدة مناشط دعوية
- 16/05/2024 عشرة مناشط دعوية نسائية ينفذها فرع وزارة الشؤون الإسلامية في جازان خلال شهر ذي القعدة
- 16/05/2024 الشؤون الإسلامية في جازان تشارك المجتمع في الاحتفاء بالأيام العالمية
- 16/05/2024 وزير الشؤون الإسلامية يزور عدداً من وجهاء وأعيان منطقة الحدود الشمالية
- 16/05/2024 التحول الرقمي ركيزة أساسية للنهوض بقطاع الأعمال في السعودية
- 16/05/2024 وزير الشؤون الإسلامية يلتقي دعاة وداعيات وخطباء وأئمة ومؤذني الحدود الشمالية
- 16/05/2024 محافظ العيدابي يرعى الحفل الختامي لتكريم المتميزين في مسابقة الشيخ علي الفيفي
- 16/05/2024 اختتام الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى الحياد الصفري للمنتجين بمشاركة الدول الست الأعضاء بالرياض
- 16/05/2024 وزير التَّعليم يزور جامعة الطائف ويطَّلع على إستراتيجياتها وأبرز منجزاتها
المقالات > مكافأة التجاوز
✍️ - مروج القرني
مكافأة التجاوز
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.albayannews.net/articles/277167/