هل تعلم ماهو الخوف؟
قد تستطيع تعريفه ، فالخوف الطبيعي يبعدنا عن الأخطار والغرض منه حماية الإنسان ، لكن الخوف المرضي ليس بتلك البديهية !!
إنه يظهر في سلوكنا بطرق أكثر دهاءاً ! إنه يخيفك مما تريده ... يخيفك من خسارة هدفك أو الفشل فيه ويتحكم بسلوكك بحيث تظهر منك تصرفات تجعلك تخسر هدفك أو تفشل فيه !
إذن هو يوصلك تماما للفكرة التي تخاف منها ...!
خوفك لس رفيقك إنه الوهم الذي يصبح حقيقة .!
إنه فكرة قيد التنفيذ .
يعيش بداخلك بتلك الطريقة فهو لن يجعلك آمن ولن يجعلك تصل .. فلماذا تستمر بالدفاع عنه ؟
وترفض العيش بدونه بحجة أن الخوف محرك للإنسان ؟
هذا النوع من الخوف يحبسك بداخل نفسك ، يحبسك عن الفرص وشتى خيارات الحياة ، يسجنك داخل أسوار وهمية تمنع عنك النجاح والإنطلاق وحصد ما تحتاجه وتستحقه ، يغلق عليك أبواب الوفرة وأبواب الاختيارات .
الخوف يحبس الإنسان في فكرة ، أو يحبسه في موقف ،يحبسه عن التغيير والتطوير ، الأولى بالإنسان أن يجعل شعور آخر غير الخوف محركاً له .. كشعور الحب للذات أو الاعتزاز بها ، كشعور البهجة والتفاؤل في رسم المستقبل كشعور الرضا عن الانجاز ، كشعور اكرام النفس التي خلقها الله ، كشعور تمام التعبد لله و الرغبة في رضاه عنا في الدنيا والآخرة .
كنا نعتقد أن الخوف عكس الشجاعة ، لكن على مقياس المشاعر الإنسانية، الخوف هو عكس الحب لذا كلما احتل الخوف مشاعرنا دل ذلك على نقص الحب داخلنا ، نقص الحب لأنفسنا وبالتالي جهلاً كبيراً بإيجابياتنا ، ونقصاً شديداً في مواجهة سلبياتنا أو نواحي قصورنا الذاتية التى تحتاج منا الاعتراف بها فقط حتى نستطيع تغييرها !
إلا أننا نختار كبتها ومقاومتها و بالتالي مقاومة أنفسنا وقمعها ( خوفا من الفشل أو الرفض ) وبالتالي زيادة مساحات الخوف في داخلنا وتلاشي الحب الفطري للذات أو ظهور بصورة غربية مقيتة تزيد من فشلنا الشخصي و الاجتماعي وتمنع من التطور الصحي لأفكار الإنسان ومعتقداته !
الخوف من الله يمنعنا من الظلم أو الكفر أو انتهاك حدود الله ، لكن هذا الخوف لا بد ان يقابله حب لله حتى نطيعه ونعبده ونطلب رضاه ، لم تكن عبادة الله يوماً بالخوف فقط لأن تلك ستكون عبادة جهل ، حب الله هو الطريق لمعرفة الله حقاً وتفعيل أسمائه وصفاته في معتقداتنا وبالتالي في حياتنا .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى لنا في القرآن الكريم الجنة والنار فلو كان الخوف لوحده هو المحرك الأساسي للإنسان ، لذكر الله عزوجل النار دون ذكر الجنة ..
وقد قال سبحانه في وصفه للمؤمنين :
" يحبهم ويحبونه " وذلك أكبر دليل على تقديم أولوية الحب بداخلنا على مساحة الخوف وأنه محرك أفضل للإنسان .
الحب يقودنا للشجاعة ، للتطور ، للمعرفة ، للتقبل .
الخوف يقودنا للتجنب ، للضعف ، للجهل ، للرفض !
وعليك أن تختار رفيقك ..