في هذه الأيام نفتقد كثيراً للأم القدوة في حياتنا
الأم مدرسة
إذا أعددتها.. أعددت شعبا طيب الأعراق.
أين نحن من هذه المقولة اليوم
فبعد أن كانت الأم هي المرتكز الأساسي في الأخلاق والتوجيه والتربية الصالحة
للأسف معايير الإقتداء لديها قد أصابها الخلل
فقد أعلنت تمرّدها على الزمن فبالغت في التأنّق والإهتمام بالمظهر وعمليات التجميل والتنفيخ وارتداء ملابس لاتليق بعمرها و الرجوع لزمن البلوغ والمراهقة بممارسة التصرّفات الصبيانية اللافتة وممارسة الأفكار الغير سوية والغير مقبولة محاولة للتخلّص من مشاعرها السلبية والنفسية وشعورها باليأس والإحباط وإحساسها
بأنها أصبحت بلا جدوى نتيجة تقدّم العمر والوحدة والفراغ بعد حياة مليئة بالعطاء.
نتفق جميعا أنها أوقات من أكثر الأوقات قسوة في حياة المرأة والتي تؤثر عليها سلباً على صحتها النفسية والعاطفية.
ولكن هذه المرحلة التي تمرّ بها هي مرحلة مؤقتة و في النهاية تنتهي بتقدم الزمن عليها ولايصح إلا الصحيح لذلك لابد أن تبادر لتصحيح مسارات حياتها من جديد وإستعادة دورها الراشد كمرتكز لكيان الأسرة حتى يسهل عبورها لسفينة النجاة
فهي لابد أن تدرك أن أبناءها يراقبونها في أقوالها وأفعالها وهي صورة عاكسة وترجمة عملية فعلية لهم ولما هي عليه فإما أن تكون لهم قدوة حسنة في الأقوال والأفعال والأحوال أو عليها أن تتحمل مسؤولية انحراف سلوكياتهم.
ووالله كم أتألم وأنا أرى فتياتنا يضعن كل مساحيق الزينة والرموش الصناعية والعدسات الملونة.. ويخرجن للأسواق والأماكن العامة مستهترات بحجابهن غارقات في ملذاتهن وغير العشوائية في تصرفاتهن والموجع والمحزن جميع أفعالهن تحت أنظار أعين أمهاتهن.
يقتدين بقدوات ليسوا من مجتمعنا ويمارسن سلوكيات ليست من مبادئنا وقيمنا
فالفتيات لا يفعلون ما تقولون
بل يفعلون ما يشاهدون وتفعلون
لأن من طبيعة البشر وفطرتهم أن يتأثروا بالمحاكاة
وهذا التأثير فطري لا شعوري في كثير من الأحيان
لذلك أسلوب التربية والتقليد بالقدوة هو الأسلوب الأمثل في غرس الكثير من الأخلاق السامية والقيم النبيلة في نفوس أبناءنا وهو أبلغ من التعليم والترغيب والترهيب.
نريد القُدوات اللواتي يحافظن على الثوابت الدينية مع مواكبة المتغيرات الواقعية العصرية وليست قدوات فقط بالتنظير.
لأننا على أبواب مرحلة هامة في تاريخنا وفي تحقيق الرؤية الجديدة التي تتطلب جيل فعال في القيم والأخلاق لمحاربة كل أشكال وألوان وأنواع الفساد.